المبحث الثاني
دورهم الجهادي في عصر النبوة
شكل المسلمون من المهاجرين والأنصار النواة المركزية التي منها الأمة (دولة المدينة ) بقيادة الرسول صلى الله علية وسلم وأكملوا طريق الجهاد الذي نذرو أنفسهم له منذ اللحظة الأولى التي بايعوا فيها الرسول صلى الله علية وسلم سواءً من المهاجرين الأوائل أو من الأنصار الذين بايعوا الرسول صلى الله علية وسلم في بيعة العقبة الأولى والثانية لابد من الإشارة إلى أن الرسول صلى الله علية وسلم بالجهاد وصيت قال الله تعالى (( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ))( ) وقولة تعالى (( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا
اللَّهُ ))( ) وتجد الإشارة إلى هذه الآيات نزلت عند هجرت رسول الله صلى عليه وسلم إلى المدينة كما ذكر القرطبي (ت671ه)( ) وذكر أبن هاشم عن أبن الحق أن الله تعالى أباح للملمين القتال لأنهم ظلموا ولم يكن لهم ذنب فيما بينهم وبين الناس ألا أن يعبدوا الله وأنهم أذا ظهروا قاموا الصلات وأتق الزكاة وأمر بالمعروف وأنهوا عن المنكر( ) وذكر الملاح ( كان المهاجرون يصانون من طائفة اقتصاديه شديدة ذالك لحصار قريش أموالهم عند الهجرة ، لذا فقد أراد الرسول من توجيههم في المساهمة في الغزوات والسرايا أن يعوضهم عمل أصحاب بمصادرة قريش التجارية وبذالك تتحسن أموالهم الاقتصادية )( ) ومع هذا وارد ولكن الأساس في الجهاد كما روى بموسى الأشعري (أن رجل أعرابي أتى إلى النبي فقال يا رسول الله الرجل يقاتل الغنم والرجل يقاتل ليذكر والرجل يقاتل ليسرى مكانة فمن في السبيل الله فقال الرسول : من قاتل لتكون كلمة الله أعلى فهو في سبيل الله)( ) وكان بنو مضغون من السابقين إلى أمثالب أوامر الله ورسوله وشاكر رسول الله في غزواته وسراياه ولكن من خلال بحثنا لم نجد إشارة واضحة عن مشاركتهم في هذه الغزوات والسرايا لأن المؤرخين كانوا يكتفون بذكر الغزوة التي يقودها النبي واسم السرية وقائدها ولم يدخلوا في تفاصيل من المشاركين من المؤمنين ( المهاجرين والأنصار ) في هذه الغزوات والسرايا وأرى أن لهم دور كبير في المشاركة في هذه الغزوات والسرايا لأنها كانت مرحلة أعداد عسكري ونفسي للمرحلة المقبلة وهذا ما سأوضحه في حديثي عن دورهم الجهادي في عهد النبي ومع هذا فقد عثرت على رواية تقول (واستعمل ( أي رسول الله ) على المدينة السائب بن مضعون وخرج يريد قريشاً حتى بلغ بواط ( ) من ناحية رخوي ثم رجع إلى المدينة ولم يلقَ كيداً فلبث بها ( أي المدينة ) بقية شهر ربيع الآخر وبعض جماد الأولى )( ) .
وقد اختلف المؤرخون بينه وبين ابن أخيه السائب بن عثمان حيث ذكر ابن حجر ( ت 852هـ ) قال ابن هشام وكان استعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مضعون وفي نسخة السائب بن مضعون وعليه جرى السهيلي ( ) بينما ذكر ابن عبد البر عن الواقدي ( السائب بن مضعون بن حبيب ) ... أخو عثمان بن مضعون لأبيه وأمه كان من المهاجرين الأوليين إلى أرض الحبشة وشهد بدراً مع الرسول ولا أعلم متى مات ... ولم يذكر ابن عقبة في البدريين وذكر ابن أخيه