المعلم الطيب والارانب الثلاثة
قالت الأم لأطفالها الأرانب الصغيرة
- اسمعوا يا صغاري .. إنني مصابة بالزكام, ولا أستطيع أن أغادر الفراش,
لكي أوصلكم إلى المدرسة هذا الصباح ، لذلك أُريدكم أن تعدوني
بالابتعاد عن المشاكل, إذا تركتكم تذهبون بمفردكم عبر الغابة !!
فأجابت الأرانب الصغيرة
- نعم سنكون أولاداً طيبين, ونذهب بسرعة ,ولا نتد ّخل فيما لا يعنينا ..
اطمئني يا أ ّ منا ونامي .
وهكذا خرجت الأرانب الصغيرة .. وراحت تقطع الطريق إلى المدرسة
.. وبينما هي تجتاز الغابة ظهر من بعيد ثعلب كبير, يحمل قوق ظهره
كيساً كبيراً .. اختبأت الأرانب وراحت تراقبه من بين الأشجار .
قال الأرنب الصغير وهو يغمض عينيه بكلتا يديه
- إنني خائف .. ماذا سيفعل بنا هذا الثعلب ونحن وحيدون ؟
الأرنب الكبير
- لقد ق ّصت لي أمي قصة رجل, كان يحمل على ظهره كيساً
كبيراً, مثل هذا الذي يحمله الثعلب, لكي يضع فيه الأرانب
التي تقع في الفخ .. ومن يدخل هذا الكيس, لا يعود إلى البيت
ثانية !!
وقفت الأرانب الثلاثة مندهشة حائرة, لا تعرف ماذا تفعل,
ففكر الأرنب الكبير وقال
- إذا بقينا هكذا فسوف نتأ ّخر عن المدرسة .. وربما نقع في
الفخ.. لذلك أقترح أن نختار طريقاً آخر .. ونتسلل بهدوء ..
وبينما كانت الأرانب تستمع إلى كلام أخيها الكبير ، انطلق
صوت قوي من خلفهم يقول
- إن هذه لفكرة جيدة !!
فالتفت الجميع بخوف شديد ,معتقدين أن الذي يقول هذا
الكلام هو الثعلب.. لكن الأرانب شاهدت معلمها العجوز وقد
أمسك بعصاه وراح يتطلع إليها ويبتسم ..
فركضت إليه واحتمت به .. وهو يمسك برؤوسها بحنان وحب ..
قال لهم
- يا أعزائي سوف أُعلمكم درساً
قصة خيالية قصيرة
خارج قاعة الدرس .. ولا أُريد أن
تنسوه أبداً .. فانتبه الثلاثة ..
وفتحوا أعينهم .
قال الأرنب العجوز
- انظروا .. لقد ذهب الثعلب في
طريقه, لكنه سيعود ثانية..
لأنه ينتظر منا نحن الأرانب أن
نقع في الفخاخ التي نصبها ..
وبذلك يجد ما يملأ به كيسه .
قال أرنب
- لنركض إذن قبل أن يعود .
قال المعلم
- لا تتعجل .. ليحمل كل
منكم مجموعة من الأغصان,
واجعلوها أمامكم, حتى إذا
لامست الأغصان الفخاخ, فإنها
ستطبق على الأغصان, بدلاً من
أقدامكم.. وبذلك سيتعلم الثعلب درساً لن ينساه .
وهكذا فعلت الأرانب . وحين وصلت المدرسة صاحت بصوت
واحد :
- شكراً لك على هذا الدرس أيها المعلم الطيب .
قال المعلم
- هذا درس تعلمتوه من الحياة