بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
هل لك ورد يومي خاص بك ؟
اخوتي .. لكل شخص منا ورد يومي او برنامج عبادة يومية .. هي جملة من الأذكار النبوية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يقولها ، أو ندب لقولها .
فقد اثنى على الذاكرين والذاكرات وما اعد لهم فقال تعالى :
{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ
وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ
وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ
وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ
اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً
وَأَجْراً عَظِيماً } [ الأحزاب:35] .
اذا .. فما معنى الورد اليومي :
إن الورد في لغة العرب هو النصيب من القرآن والذكر ، أو على الجزء من الليل الذي يجعله المرء على نفسه ليصليه ،وذلك كل يوم ، فليس في ذلك بأس
والورد يطلق على ما يجعله المرء لنفسه من القرآن والأذكار والمناجاة
والصلوات ، اليومية ، التي يختارها لنفسه من القرآن وصحيح السنة وهدي السلف
الصالح ، فتكون في حقه كأنه شيء لابد منه بشكل يومي .
وسأل صحابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، إن شرائع الإسلام
قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به ، قال: ( لا يزال لسانك رطباً بذكر الله )
الترمذي.
، والنبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوصى بقراءة بعض الأذكار على هيئة ورد منتظم كل يوم ، وشجع على هذا ؛ فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له
الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، في كل يوم مائة مرة كانت له عدل عشر
رقاب ، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنده مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان
يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتي أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه )
وهذا فيه دلالة واضحة على أهمية الورد والمحافظة اليومية عليه .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قال : سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة
حطت خطاياه وإن كان مثل زيد البحر ) (3).
وكذلك ورد عن رسول صلى الله عليه وسلم في شأن التوبة والاستغفار قوله : ( إنه
ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله اليوم مـائة مرة ) (4).
وقال صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم
إليه مائة مرة ) (5).
والورد كان شيئا معروفاً لدى السلف الصالح رضوان الله عليهم ،هذا وقد كان لهم ولمن بعدهم أوراد يحافظون عليها ولم يتهمهم أحد من أجلها ببدعة، فهذا ابن سيرين كان لـه سبعة أوراد، فـإذا فاته شيء من الليل قرأه بالنهار
وهذا الإمام العلامة الحافظ شيخ الحرم المكي أبو القاسم سعد بن علي بن محمد
الزنجاني عزم على نيف وعشرين عزيمة أن يلزمها نفسه من
المجاهدات والعبادات ، فبقي بمكة أربعين سنة لم يخل بعزيمته منها .
وقد ورد عن بعض أهل العلم كالنووي مثلاً ورد معين ، وهو مكتوب ومعروف ، لكنه ورده الخاص ، ربما يأخذه التلاميذ ويطبقونه ، وكذا غيره من العلماء والعباد ، وانصح نفسي واياك اخي واختي ان يكون لك ورداً خاصا بك ، من الأذكار والدعوات والصلوات والقرآن .
الله أكبر !! ونحن اليوم نجاهد من أجل أن نصلي الوتر أو نصلي الفجر أو نصوم
ثلاثة أيام من كل شهر !! بهذا ارتفع أولئك العظام وصـار لهم في التاريخ أعظم
المكانة والأثر.
فذكر الله تعالى هو الحصن من المعاصي والزلل ، وهو المحرك للتقرب إلى الله تعالى بمزيد قربات وطاعات ، يحث على الصبر ، ويزرع الخشوع ، وينمي الصدق ،
ويجعل المؤمن قانتاً لله حنيفاً ، رجاء مغفرة من الله وأجر عظيم .
وطبيعة الإنسان أنه يتأثر بالمشاهد والمسموع من حوله ، بحسب البيئة والحال
الذي يحيط به ، وبحسب قربه وبعده من الطاعات ، يكون قلبه وحاله وروحه ؛ لذا
تعددت أنواع العبادات حتى تلبي حاجات القلب بحسب ما يرد عليه في حركته للحياة
، والذكر من أجمع وأفضل العبادات التي تروي القلب ، وتسقيه .
فمن خلال مجمل النصوص يمكن للمرء أن يحدد لنفسه ورداً يختاره ، وفقاً لحاجة
قلبه وحال المحيط من حوله ، فالذي يعيش في بيئة فيها اختلاط مثلا ، يحتاج إلى
استغفار أكثر ممن يعيش في بيئة مسجد ، وهكذا .
فيكون له عدد من الاستغفار ، عدد من التهليل ، عدد من الصلاة على النبي عليه
الصلاة والسلام ، وهكذا ، مع قدر معين من القرآن كجزء مثلا ، وعدد محدد من
النوافل ، يلزم نفسه بها وتكون ورده اليومي مع الله .
فالذكر اخوتي الافاضل أثره عجيب مبارك في سير المسلم إلى الله تعالى .
فهيا معا الى رحلة في عالم الاذكار لنتعرف على فوائدها ومن ثم نتخذها وردا يوميا لنا
يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا الله
مجموعة انسان
جزاك الله الف خير