رحم الله جدتى دائما، وخاصة قبل اغفاءة الليل .، عندما كنت اطلب منها أن تحكى لى أقصوصة ليلى الحبيبة، والذئب الشرير، وكذلك علي بابا والاربعين حرامى وعند الانتهاء أنام مرتاحا لان الحق ياخذ مجراه، ولكن ماحصل فى ليلة ماعكس ما سمعته، فإبتدأت قائلة :إسمحوا لى ان احكى اقصوصة هذه الايام السوداء :
يحكى أن ذئبا هرما منذ 1943 كما يقال اعطوه لقب الذئب الطيب – يخاف الله مصليا ملتحيا، يحمل سبحة تعدادها 99 حبة مع شاهدين –ولا يتكلم الا بالحق – وفى نفس الوقت كانت له جارة سيئة الطباع – شريرة النفس – اسمها ليلى .، وكعادتها كانت تقتلع الزهور ، وتنتزع الفواكه المثمرة ، وغير المثمرة لترميها ارضا، كما انها كانت تراشق زجاج نوافذ الجيران بالحجارة، وتعتدى على الكبير والصغير مكشرة انيابها – مريلة ريقها ،- ولا تسمع نصيحة الذئب الهرم – وحين مات الكهل هذا، ورثة ذئب يافع كريم النفس – محبا للاتحاد رافضا التمزق، ولا يستولى على املاك الغير والاراضى والبيوت ولا يقتلع الزيتون كما لايحيك الفتن، واستمر بتقديم النصائح لليلى الشريرة – وهى لم تسمع كعادتها – وخاصة عندما اعلمها أن الذئاب تخلت عن اكل اللحوم والدجاج – واخذت تاكل الحشائش والخضار – وان ماذكره النبى نوح ( ربى لاتذر على وجه الارض منهم ديارا – انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا كافرا فجارا)..
عندها تحركت طفولتى البريئة معترضا الجدة – فياجدتى وهل يعقل ان يصبح الطبع تطبعا – فاجابت :ان الاقاصيص الماضية حقيقة فى الماضى – والحاضرة مزيفة فى الحاضر – وهنا سكت لاسمع الباقى، بصوتها الحنون وبتاوهاتها الحاضرة – فاكملت – اما عندما سألها الذئب لليلى :عن مشوارها فافادت انها عند جدتها النهمة الشرسة الطباع – والجدة تعترض على جميع من يزورها، متهمة الجميع بالسرقة والابتزاز – والفساد واكل الحقوق – فاسرع الذئب للجدة ناصحا اياها ان تعمل بالاخلاق الحميدة – فرآها فى بيتها الاول بالضاحية الجنوبية فهرب الذئب – قائلا لعلها تكون فى الجنوب اللبنانى – وعندما رآها ورأته –رفعت العصاة وضربت الذئب مما اضطره للدفاع عن نفسه – فدفعها ارضا فوقعت وماتت فحزن الذئب قائلا : رحمها الله وبعد من يعطف على ليلى وامها – وعندما رأت ليلى حال جدتها – استنجدت بالاقارب فلم ينجدها الا البعض – ورأوا الذئب نائما بالسرير باسنانه وعيونه باكيا على الجدة وحزينا – وبالتالى فلقد انجدها البعض – امثال الشاطر حسن الذى قتل علي بابا والاربعين حرامى – والغيلان السبعة ....
ومنذ ذلك الحين اصبحت اقصوصة ليلى غير الاولى – ورفضت حكاية جدتى ووقفت بجانب الشاطر حسن – واستدعيت شبان وبنات الحارة والضاحية والجنوب وحملنا العصى والسكاكين طالبين من ليلى ان تدلنا على الذئب الابن وابن الابن ....
هل اجد بينكم مكان بعيد عن الذئاب والذئب
:lol!: